ان عبارة فرق تسد لم يتلفظ بها جزافا , بل يراد لها ان تكون واقعا يعمل به لذا تحرث الارض ومن ثم تزرع بالبذار المناسب ومن ثم ينتظر ريها بماء السماء وان لم يكفي ماء السماء لنموها تسقى بطرق ري مختلفة اما الغمر واما بالرش واما بالتنقيط وهذه احدث طريقه للري .
ومن ثم ينتظر بفارغ الصبر موسم الحصاد..وهكذا حرثت امتنا وبذر فيها بذار الفرقة , بذار الاقليمية , بذار الوطنية الضيقه بذار قسم البلد الواحد بل المدينة الواحده الى احياء متنافرة
ولم ينتظر لماء السماء ان يرويها بل تطوع المتربصون بالامة الى ري وا بذروا وزرعوا بطرق شتى .ان اعداء أمتنا هم الان ومن زمن بعيد هم في موسم الحصاد , حصاد مازرعوا و منذ سايكس بيكو الى الان فالوضع من سيءالى اسوأ,
وعلاقات كل قطر تزداد سؤ بلاخر , بحيث لا تستطيع ان تجد ولو قطران هما في علاقة جيدة ثابتة وباستراتيجية هادفة لكليهما . .لاعيب في الشعوب العربيه , لا عيب في ابناء امتنا العربية العريقه , فاين العيب اذا , واين يكمن الداء , هل ابن الضاد اصبح جداساذجا ,
ام ابن الضاد اصبح عاجزا عن التفكير ومسايرة العصر واحواله , ام ان ابن الضاد اصبح له هما واحدا , هو ان يأكلويشرب , وينام نوما هانئا,
ربما يكون كذلك , والا لما واقع امة ابناء الضاد هكذا , فاهتماماتهم محصورة بالاكل والشرب والنوم بهناء وسعاده , لكن اية سعاده , لا ادري ,
هل من همه الاكل والشرب والنوم فقط هو سعيد حقا , ربما . لكن وللانصاف مالذي بيده المسكين ابن الضاد , الذي ربي على الانى .
هناك مسميات واصطلاحات تم الاعداد لها والترويج وحتى التغني بها في كل قطر من الاقطار العربيه , وذلك بحجة التأمين الا قتصادي
لابناء كل قطر على حده , كالقطرنه والأمرته ,الأردنه واليمننه وهكذا , وتم اعتبار اي عربي هو اجنبي بل ينظر الى الاجنبي نظرة مفضلة عن العربي ,
وتعطى له اولويات العمل والخدمه والمعاملة الطيبه , مما زرع بانفس العرب الاخرين مشاعر على الاقل غير وديه ,
من هذا التصرف وامثاله من سلوكيات التفرقه بين ابناء الامة الواحده , جعلت مشاعر الغيرة والتناصر جدا ضعيفه , وان وجدت فهي مقيده بقيود الثيران الملونه المتعدده ,
والذي يزيدنا اسفا وحسرة ان هذه الثيران غافلة وواهمه , وتقنع نفسها انها في منأى من المقصله , التي اعدت للثور الابيض , ونالت وسام شرف تنفيذ حكم الاعدام فيه . ,ليس هذا شأننا .
لكن لو كان لامة الضاد شأن أمام الامم الأخرى لما تجرأ احد ولو مجرد الاشاره من بعيد لهذا الامر , وما حدث الذي حدث في غزه ولبنان وفي فلسطين والعراق .
ان ما نخشاه من ان هذا هو الذي يتضمنه الفصل الاول من فصول المسرحيه المعده لامتنا , مر ت اجزاءه الاولى بفلسطين والعراق واليوم السودان وغدا وغدا , الله اعلم من سيكون
لاشك هذا له اسبابه , واسبابه جدا واضحة ومرئيه و لاتخفى على انسان ولو كان هذا الانسان اصما ابكما , وحتى ولو كان فاقدا لبصره وبصيرته
لا اضع نفسي محاميا عن السيد الرئيس السوداني عمر البشير ومدافعا عنه , فربما يكون محسنا لابناء بلده ولربما كان مسيئا