
كثيرون أنكروا علينا أن نذكر العيوب والثغرات التي بني فوقها وبها المجلس الوطني السوري وكان دافع أغلب المنكرين تعطشهم وتعطش شعبنا في الداخل لمجلس يلمّ الشتات ويحشد الجهود وأخرنا فعلا نشر ما درسناه وفصلناه عن المجلس الوطني .ولكن رأس المجلس لم يؤخر إجلاء أخطر النقاط التي ذكرناها سلبا عنه وهي تجنب بيان المجلس ذكر الجيش السوري الحر وتنظيم الضباط السوريين الأحرار,وهاهو غليون يتحدث باسم المجلس صراحة ويعلن أنه ضد انشقاق الجيش ولا يدعم من ينشق .وقد اعلن قبله بيومين ناطق آخر لجهة مشاركة في المجلس أعلن نفس مجمل الكلام .
فماذا يريدون والشعب يريد دعم وتبني الجيش السوري الحر والشعب يريد المزيد والمزيد من الانشقاقات في الجيش السوري.
ماذا يريدون والشعب يريد أن لا ينصاع ضباط الجيش وجنودهم للأوامر العليا بقتل المدنيين و تدمير بيوتهم وأن ينقلبوا على كبارهم ولا سبيل لهم اثناءها وبعدها الا الإنشقاق أو الموت .
ماذا يريدون والشعب يريد أن تجمع الأموال وأن يزود الجيش المنشق بالمعدات اللازمة.
ماذايريدون والشعب يطالب علنا بفرض حظر جوي ومناطق عازلة وآمنة مع دعم للجيش السوري الحر.
ماذا يريد قادة المجلس الوطني وهم يرفضون ما يطالب به الشعب .
ماذا يريدون وقد فرضوا ان يكون اي تدخل دولي بموافقتهم الحصرية وهم يرفضون ويرفضون .
فقط هم يوافقون على الضغوط الدولية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية وهم يعلمون أن ذلك لن ولم يجد مع أبشع نظام معاد للإنسانية .
يقول غليون وأقرانه للشعب السوري لن نقبل بانشقاق الجيش ولن ندعم ونشجع من ينشق ولن نقبل بالحظر الجوي ولا بالمناطق العازلة الآمنة ولا يهم ان روسيا والصين أفشلت مشروع الادانة للنظام وسننتصر بكفاحك ونضالك وتضحياتك ايها الشعب .
ولكن غليون يقبل بانحياز الجيش الى الشعب ولكن بدون انشقاق ,يعني غليون يريد انحيازالجيش ككتلة واحدة كاملة .ويبدو أنه لا يعلم ووقته لم يسمح له ان يسأل عن تركيبة الجيش الإدارية في سورية وقد يفاجئه أن معظم أجهزة المخابرات القمعية تابعة للقوات المسلحة وعددها يجاوز المئة ألف وهي التي تراقب وتشرف على الجيش وتحركاته ويبدو أنه نسي أن معظم الضباط الكبار و كل الضباط المؤثرين في قيادة الجيش قد أوغلوا في الإجرام لحد الشذوذ وشربوا من الدماء إلى حد الثمالة والنظام الفاشي يحرص على مشاركة الجميع في الجرائم ليكونوا جميعا في مركب واحدة .وهناك كثير من الأمور والتداخلات الطائفية والمصلحية تتحكم في انحياز الجيش بكليته الى الشعب .
ويبشر غليون الشعب السوري أنه لن يستقيل من عمله وتدريسه فالأمر السوري بسيط لا يحتاج منه الا أوقات الفراغ وسيصرف للشعب الثائر سيصرف له معظم اوقات فراغه وقد يأخذ إجازات في الأوضاع الطارئة .وهاهو ومن معه يمضون أول اسبوع لهم في استراحة ما بعد التأسيس. ولكن أول اجتماع موسع لهم لصالح الشعب والثورة سيكون بعد شهر.
غليون أطفئ دخانك الذي على مزاجك واجعل مطالب شعبنا الأساس الثوري الأول الذي تمضي عليه انت وغيرك .ومطالب الشعب لا تخفى اليوم على أحد .
وعلى هذا الأساس أيضا سنلزم أنفسنا بمايريده الشعب فيما يخص هذا المجلس وغيره .عاشت الثورة السورية المباركة وسلام على شهدائها والله أكبر.
د.أسامة الملوحي
6-10-2011