لم نفاجا بتصريحات السيد حسن الترابي التي ادلى بها اثر خروجه من السجن , حيث كان خروجه مفاجئا لمعظم للمراقبين ,ولا ندري فيما اذا كانت هناك اتفاقية في السر , ابرمت بين البشير والترابي بمقتضاها افرج عن الترابي , لكن الترابي لم يوف بها , واعذر نفسه منها سيما وانه يرى نفسه المظلوم ودليل ظلمه قبوعه في السجن لاشهر وهو ابن الثلاثة والسبعون سنه , وممن هو مظلوم ؟ من فريق مماثل له من الحركه الاسلاميه , فظلم ذوي القربى اشد مضاضة , والظرف موات للانتقام من الخصم السياسي .
ولربما اقنع الشيخ حسن الترابي نفسه وهو الشيخ المجتهد الذي عودنا على مفاجأت اجتهاديه عديده , بتصريحاته انه يعمل لصالح السودان وشعبه , وليس لصالحه الفردي وحزبه , بتصريحاته تلك التي طالب فيها البشير بتسليم نفسه طواعية الى المحكمة الدولية الجنائية وتحميله المسؤلية عن جرائم ابادة ارتكبت في دارفور.
ان ما أقدم عليه السيد عمر البشير من اطلاق سراح الترابي وحمله جوا من سجنه ببورت سودان الى منزله, ربما كان يأمل من وراء ذلك ان تصدر تصريحات من الترابي بعكس ما صرح به , تصريحات كان مأمول منها ان تخفف من وطأة قرار المحكمه الجنائيه وذلك بوحدة الصف السوداني امام الراي العام الدولي , ويظهر حينها ان اكبر اقطاب المعارضه السياسيه للبشير هي معه تقف صفا واحدا بوجه المحكمة الجنائية الدوليه .
لكن الطحين في واد والخباز في واد اخر , او مع المعذره , على هامان يا فرعون مع فارق التشبيه ,
هكذا نسيت يا سيادة الرئيس , ام ان الظرف الذي تمر به اعياك ومن ثم غفلت مع من انت , انت مع الشيخ الترابي , الشيخ المجتهد , وكذلك تناسيت فعلك وكأنك كنت تستضيف الترابي في قصرك وتشركه بامور حكمك , وتطلعه على سرك وعلنك
.لاتستغرب وتندهش من تصريحات الترابي يا سيد الرئيس , , سيما انها صادره ولاول مره من شخصية سياسية داخلية سودانية معارضة لها وزنها السياسي على الصعيد السوداني والعربي والاسلامي وحتى الدولي , فهي فرصة العمر للترابي الذي خرج للتو من السجن , فرصة اذا لم يتلقفها الترابي يكن احمق , وحتى انت لا تريد له ان يكون احمق , فهو سوداني وانت تريد من كل سوداني ان يكون كيسا وفطنا ومغتنما لكل ظرف هو في صالحه .
واعتقد انك تشاركني الرأي بأن الظرف جدا مناسب للسيد الترابي ان يذكي نار المحكمه الجنائيه ويزيد من قوتها ولهيبها حتى تحرق اي طييف سياسي تتمترس انت فيه , فلا غرابة ان نسمع من السيد الترابي ما سمعنا من تصريحات ولربما اعتمد السيد الترابي على مقولة , الباديء اظلم .
كم كان رائعا ايها الرئيس عمر البشير , لو سست شعبك بالعدل والمساواه , والحرية والاخوه والمحبه , وارسيت اسس الديمقراطية وسست ابناء وطنك بسياسة وسطية بأسلوب معتدل , لايكن في شعبك احد فوق القانون فالكل سواسيه لافرق لاحد عن احد لافرق بين مناصر سياسي لك وخصم سياسي لك فالكل مواطنون , لو كنت كذلك لما احتجت ان تخرج الترابي من السجن لانه حينها لايكون في السجن هو وامثاله من المعتقلين , ومن ثم لم يكن لمحكمة العدل دور او ذكر لان قضية دارفور حينها لا تكون , فابناء دارفور هم رعيتك مهما كانوا عربا او افارقه فهم مواطنون وعليك حمايتهم وامنهم بل عليك رفاهيتهم ورغادة عيشهم ,سامحك الله يا سيادة الرئيس واعانك والهمك السداد والصواب , انت واخوانك القادة العرب , ملوك ورؤساء وامراء , اذ انك عينة منتقاة , عينة نضجت ويعمل لقطفها بذرائع شتى انت شاركت في ايجاد تلك الذرائع من حيث لاتدري .
مع ذلك آمل ان لايكون وقع تأنيب الضمير عندك كبير , الى حد لا تستطيع منه النهوض , فانت ليس الوحيد بالمواصفات التي ذكرت مع شعبك , ولربما انت احسن حالا معاملة مع شعبك من سواك من الملوك والرؤساء والامراء , لكن , ربما حان موسم القطاف فلا راد لقدر الله الا قدر الله فنسال الله اللطف لنا ولك وللأمة اجمع شعوبا وقاده