اين نحن من بني البشر؟
هل نسكن الارض أم نسكن القمر ؟
هل نحن ملائكة , أم نحن جن , ام بشر ؟
اتساءل هل الطبيعة البشرية تختلف من شخص لاخر , ام ان الانسان هو الذي يغير طبيعته , وذلك بتعلمه , وصقله لنفسيته وعقليته, مايرغب ان يكون عليه ,اعلم كما يعلم الجميع ,اننا جميعا ابناء آدم وحواء عليهما السلام .
ان كنا عربا ام عجم ,مسلمين ام مسيحيين , يهود ام لا دينيين ,
من اي لون كنا , بيض ام سود ام صفر ,بشعر ام بدون شعر ,
قلوبنا رقيقة صافية ام صلبة قاسية كالصخر .
في اي مكان كنا فيه , في اوربا او افريقيا , اسيا او امريكا ,
استراليا او اوقيانوسيا , حتى ولو كنا نسكن القمر ,
فنحن , نحن بشر ,بشر , بشر.
في الجنوب او الشمال , في الغرب ام في الشرق
فكلنا دو عينين وشفتين , منتصبي القامه , ونمشيء على قدمين , متميزين في شكلنا ونطقنا , وادراكنا وحسنا , عما خلق الله سبحانه من مخلوقات شتى , مرئية وغير مرئية , جامدة وحيه , وقد هدانا الله كلنا الى النجدين , وامدنا بمقدرة غير محددة , على التعلم والتكيف والتاقلم والابداع , في شتى مجالات الحياه .
وكوننا عرب , الأمة التي زينها الله بلغة الضاد , والتي جعلها الامة الوسط ,بين البشر ,حيث توجها بتاج الاسلام , وجعل درره الايات المحكمة في القران , التي تنير دربنا ودرب البشرية لكل زمان ومكان , فقد بينت لنا ان نقول للناس حسنى , وان ندعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنه , وان نخاطب بالتي هي احسن , وان نحسن دوما النطق باللسان ونبدع البيان .
وقد اكدت لنا امتنا , اننا اخوة , فعلينا ان نعطي الرحم حقه , فنحن اخوة وجيران , وايات قراننا , اكدت علينا ان نعد العدة , فننبذ الخلاف والتفرق , ونعمل دوما على الوحدة والتكاتف والتالف , وننشر المحبة , حتى نؤدي ابسط ماعلينا كقادة , اختارتنا شعوبنا , فكنا اهلا لهذا الاختيار , او حملنا انفسنا هذا الحمل الثقيل , واكدنا اننا لا نمل في عملنا , ولا نكل ليل نهار , وهمنا الوصول الى ذرى المجد ولو جوبهنا باقوى اعصار .
لكن اين نحن من بقية الانام , من بني الانسان ؟
هل نحن معهم متساوون في كفة الميزان ؟
وهل نحن نتقدم على الاخرين بالخطى ؟ فعلينا ان نتمهل في السير حتى يستطيعوا اللحاق بنا , ونكون حينئذ دوما كما نحن في المقدمة وفي الامام , ام اننا من الخوالف في جحافل البشرية ,ان كانوا غربيين وامريكان , او هنود وصينيون ويابان , او استراليون وماليزيون وحتى من ايران .
ان رحالنا تاهت الطريق , وتعثرت في سيرها , وهذا ما حصل وما كان , وصل بنا الامر , ان نسينا اننا في سن الرشد , فعلينا ان نتعالى عن اللغط والهزيان , علينا ان نحسن النطق , في الخطاب ونبدع البيان , ونراعي وضعنا اننا قادة , حملنا الامانه فعلينا اداءها باتقان .
حملناها برغبة الشعوب ام قسرا لارادتهم , ففي الحاليتن الامر سيان , على الاقل ان نراعي , اننا رعاة فنحسن اللقاء , كما يراعي الرعاة اللقاء في السهول والوديان , فيحسنوا الجوار والحوار , لان حالهم واحد , مهما حصل بينهم , ومهما كان ,
ومصيرهم مرتبط بمصير تلك المراعي في السهول والوديان .
لكن , لا اعلم لما الامر مختلف عندنا عن الاوربيين والامريكان ؟
وعن الاخرين في كافة مؤتمراتهم وقممهم كقادة بلدان ؟
حيث لاديباج احمر وعطور و زعفران , وعنب ورطب ورمان .
ولا موسيقى وتعظيم سلام , ولا اغلاق طرق وشوارع لأيام .
ولا مقصورات فارهة , وكان اللقاء فقط كي يكونوا ظاهرين على العيان , بابتسامات , ونظرات , آمل انها صادرة من القلب والوجدان .
لما يا قادة امتي , الستم كغيركم من قادة البلدان ؟
الستم بشر , ام انكم ملائكة , او انكم من الجان ؟
ومع ذلك يعودوا ادراجهم , وكأن ماجرى , ماجرى وما كان
عجيب ,عجيب امر قادة امتي , لما لا يترفعوا عن الخنوع والذل والهوان ؟
نعم ايها الاستاذ الفاضل
نحن لسنا من بني البشر
نحن قد اكلنا الدهر من ايام نبوخذ نصر
نحن ننظر الى الارض نراها بلون واحد هو اللون الاصفر
مع ان لونها يراه غيرنا هو اللون الاخضر
ننظر نحن الى السماء نراها في اعيننا تصغر
بينما غيرنا يراها مع الزمن تكبر وتكبر
قلوبنا قوية هي صلبة كالحجر
وعيوننا دوما مفتحة خوفا من ان تقهر
فنحن ربما خلقا قبل او بعد الملائكة نحن ابدا لسنا بشر
ارجو عدم اساءة فهمي فانا مؤمن والله على المعتدي اكبر