هذا مقال لنا كتبناه كتعليق على مقال للدكتور غليون الذي نشره في العربي الجديد بعنوان ( هل أخطأ المثقفون فهم الشعوب قبل عام من هذا التاريخ .
ونفاجأ اليوم بإصداره كتاب بعنوان عطب الذات ، سوريا الثورة ، .
وكأن الدكتور وجد في ثورتنا بقرة حلوب فلا يحرم نفسه حليبها حتى بعد مغادرته قيادة المجلس التحاصصي اللاوطني الإقصائي ،المجلس الذي كان بمثابة السهم الاول المسموم الذي طعن جسم ثورتنا ، عجبٌ عجبٌ عجبْ – – –
نقول إن الحياء شعبة من الإيمان !
ورحم الله عبداً عرف قدر نفسه !
وأعلى درجات الوعي ، التضحية بالنفس والمال من أجل الوطن والعمل لإنجاح ثورته!
مؤكد أن من يُقر بذلك ويعمل به ،هو الذي يعتز بإيمانه بخالقه ، فيحاسب نفسه قبل أن يحاسب ،!
فالثورة ليس مجال خاص ، يخص المرء بذاته ، بل هي حالة عامة تخص الوطن ، أرضاً وشعباً ، حاضرا ومستقبلا ، ولا يمكن المجازفة بأي قول أو فعل يخص الثورة ، ويخص حاضنتها ، حاضرا ومستقبلا ،!
فمن شارك في طعن الثورة بخنجر مسموم لا وطني ، عليه أن يلزم حده ، وأن لا يستمر في هرطقة سفسطائية فلسفية مستغلا وضعيته كأكاديمي تجاوز حدود أكاديميته المعرفية لينخرط في العمل السياسي ويتبوأ قيادة ثورة سياسيا وعسكريا ، وأثبت بذاته فشله ومن اللحظة الاولى ، من لحظة قبوله المشاركة التحاصصيه بين قادة إعلان دمشق وقادة الاخوان في تشكيل الواجهة السياسية للثورة ( المجلس التحاصصي الذي سمي زوراً وبهتانا بالمجلس الوطني ، وهو في حقيقة تشكيلته تحاصصي ، بين قادة اعلان دمشق وبين قادة الاخوان ) وإقصائي ، فهو لا وطني لانه أقصى غالبية الاطياف السياسية الوطنية الحرة ، واقتصر في تركيبته على الاخوان واعلان دمشق !
يا استاذ برهان غليون !
شعبنا لم يقصر في واجبه ، وهذا نراه فيه قمة الوعي ، بينما الذي قصر في واجبه.تجاه الوطن وتجاه ثورته ، هو من حُرم الوعي ، والوعي هنا. الإخلاص للوطن ، ولثورته والتعالي عن الأنا وحب الذات!
ليس مطلوبا من شعبنا ان يكون. بدرجة ثقافتك يا دكتور. برهان ، ولا مطلوبا منه أن يكون بمخزون معارفك !
، فقط كان ومازال مطلوب منه ، الإخلاص للوطن ، وعمل ما يطلب منه في سبيل الوطن ، منعة وعزة وكبرياء ، وتضحية وفداء وسنين ثورتنا اثبتت ان شعبنا ماقصر في واجبه وما قصر. بالعطاء والتضحية والفداء ،بما هو من حدود اختصاصه خلال الثورة !
الذي قصر في واجبه تجاه الوطن وتجاه الثورة ، هو من تقلد أمرا ً ،هو ليس له أهلا بالثورة ، وهذا هو مقياس الوعي الحقيقي ، الذي تحرم شعبنا منه ،والذي تصف شعبنا بأنه فاقد له (للوعي )!
هل المشاركة في عمل يزعزع اللحمة الوطنية ، ويكون سببا للتنازع والفرقة هو مؤشر لزيادة الوعي !؟؟؟
لو عُرض الأمر على جدتي الأمية لقالت إن المشاركة في عمل سياسي يشق الصف الوطني ويزعزع لحمته ويعدد كلماته هو خيانة للوطن ، وهو بمثابة جريمة نكراء بحق الوطن وبحق ثورته ، وهنا يكون مؤشر الوعي تحت الصفر عند من بارك في هكذا عمل ، إن أحسنا به الظن ، ويكون في تقييم العقلاء الوطنيين الثوريين ،بمثابة المجرم الأول الذي شارك في طعن جسم ثورتنا بخنجر مسموم !
فشارك إبتداءً في شق صفها الوطني ، فعوضا على أن يُصر على تشكيل مجلس وطني نوعي جامع ، يشارك به كافة أطياف الشعب السوري الحر ، سارع وبكل روح أنانية ذاتية ، واقعا تحت تأثير حب الظهور والمنصب ، للمشاركة في تشكيل مجلس إقتصر في تركيبته على طيفين فقط هما الاخوان وإعلان دمشق ، وبذلك تم التحكم بمقدرات الثورة كاملة خلال سنين ثورتنا العجاف بعد تشكيل المجلس اللاوطني ، والطامة الكبرى ان هذا التشكيل مازال قائما ومستمرا رغم اخفاقاته لسنين ست وزيادة !
الحياء شعبة من الإيمان ، يقر بذلك المؤمنون الصادقون ، فهل شعر بالحياء من شكلوا المجلس اللاوطني ، فسارعوا الى تصحيح الخطأ الذي شاركوا طواعية بإحداثه في جسم ثورتنا ، التي طعنوها في مقتلها ، طعنوها في وحدة صفها ووحدة رايتها ووحدة كلمتها. الوطنية النوعية الجامعة !
والله الموفق
#_SAP