الرئيسية / بيانات ومواقف / السلطة السورية وقيادة الإخوان في الميزان -1-

السلطة السورية وقيادة الإخوان في الميزان -1-

أزمة مستعصية , تأبى ولو حتى الإشارة اليها من بعيد , ترفض أي مسعى أوجهد , يظن ولو من باب الظن , أن فيه حلاً لهذه الأزمه !!!

أزمة قديمة حديثة , فرضت نفسها على واقع المجتمع السوري قرابة ثلاثة عقود , انفردت بامتياز عن أي أزمة وطنية أخرى , في أي بلد من بلدان العالم في هذه المعموره , متقدماً كان ام متأخر هذا البلد بين سلطته ومعارضته , ولو مهما وصل سقف الأزمة وازدادت حدتها , ولوحتى الى اللجوء الى السلاح بأنواعه الثقيله والخفيفه من كلا الطرفين والأمثلة أكثر من أن تحصى , إن كان في بلادنا العربية أو في البلاد الأجنبيه , فلنأخذ الجزائر مثلا , نجد ان ماحصل في الجزائر من مجازر واهوال بين السلطة والمعارضة المسلحه ولسنوات  فاق بكثير من حيث الكم والكيف ,الذي  حصل في سوريا بين السلطة والإخوان , ومع ذلك بحمد الله تم تسوية الأمور ولم تبق الأزمه مستعصية, مع أن مناوشات مستمره تحدث من بعض الفصائل التي لم تؤمن بالتسويه مع السلطه الجزائريه , من حين الى حين في الجزائر.

نعم , إن ما حصل  بين السلطة السورية وجماعة الإخوان المسلمين في أوائل الثمانينات من القرن الماضي , من أغتيالات وإعدامات وملاحقات ومجازر جماعية  وتهديم أحياء ومدن ومن ثم إعتقالات وتصفيات وإعدامات , وفرار آلاف من أبناء الشعب السوري خارج وطنهم , ممن يحسبون على جماعة الإخوان المسلمين , أمر له تداعياته على المجتمع السوري بشكل عام , وعلى مختلف الأصعدة الأمنية والسياسية  والاقتصادية والتنموية وغيرها .

من قام بتلك الجرائم لا يعنينا – الآن – في موضوعنا هذا!!
فالأمر قد حصل والمأساة قد تمت في حينها , والذي قتل من كلا الجانبين , أفضى الى ربه , والحي الذي تم هدمه , بني من جديد وعلى طراز معماري حديث ,والمعتقل بتهمة أنه من الإخوان المسلمين أو مناصراً لهم ,فقد قضى نحبه في السجن أو خرج بعد مايزيد عن 10 سنوات من سجنه وهو محروماً من معظم حقوقه المدنيه , وقد وكل اليه مراقبة مايحدث في حيه أو بلدته وإلزامه بمراجعة المركز الأمني الذي كان مسجوناً فيه كل أسبوعين أو ثلاثه حسب مايقرره ضابط الأمن , وعليه أن يزوده بتقرير مفصل لما سمع وشاهد .

إن الأمن بعد فترة ليست بطويله قد أستتب في أرجاء سوريا قاطبة , فنكاد نجزم أنه من عام  1984 خلت الساحة السوريه من أي حادثة أمنيه , لجماعة الإخوان المسلمين يد فيها .

إن الأزمة بين السلطة السوريه وجماعة الإخوان المسلمين , أزمة قديمة حديثة ,أزمة مستعصية , وعوامل إستعصائها – إستعصت أيضاً على  المخلصين من أبناء الوطن , فعجزواعن إستنباطها والوقوف عليها ومن ثم محاولة إزالتها –  فقد أحدثت عندهم  شكاً بقدراتهم على التحليل والإستنباط , شكاً في قدراتهم على تمييز الغث من الثمين , باتوا تجاه هذه القضية المستعصيه , مستسلمين خائري القوى ,عاجزين عن التفكير للوصول ولو لفكرة يتيمة  أو رأياً خجول , يحدث ثقباً في النفق المظلم , يُرى النور من  خلاله , وذلك خلال فترة مديدة  تجاوزت السنين الى عقود .

الكثير,الكثير من أبناء الوطن الحبيب ,من داخل الوطن ومن خارجه , من المخلصين للوطن , المؤيدين للسلطة أوالمعارضين , والمؤيدين لجماعة الاخوان المسلمين أوالمعارضين , قد رجونا مراراً وأملوا من تيارنا – تيار الوسط – إثارة هذا الموضوع  — الأزمه الستعصيه بين السلطة والإخوان — ووضعه على منبر تيار الوسط , للحوار والنقاش البناء والهادف , الحوار البعيد عن اللغط والإساءة لأي جانب , لأي شخصية رسمية وغير رسميه , لأي حزب سياسي , حاكم أو معارض , حوارٌ الهدف منه الخير والمنفعة للوطن أرضاً وشعباً , حوارٌ الغاية منه الوصول الى معرفة العوامل التي ساهمت وجعلت هذه الأزمة مستمرة في الإستعصاء على إيجاد ولو فكرة أو رأي أو بحث  يشير ولو على خجل , بوجوب إيجاد حل لها , هذا الأمرلم يصدرعن أية شخصية سورية , رسمية او غير رسمية , اوعن أي هيئة سورية , رسمية او شعبية .
والسؤال يطرح نفسه , هل خلت الساحة السورية من العقلاء والوطنيين الأحرار؟ الذين كان شغلهم الشاغل دوماً, وحدة وتماسك وتعاضد أبناء الشعب الواحد ورص صفوفه , الذين يأبون الركون الى مخادعهم وفي مجتمعهم السوري خدش ولو بسيط يؤرق وحدته وتماسكه وتعاضده .

إنها أزمة قائمة مستعصية , بين طرفين كل منهما له مزاياه الخاصه به , نذكرها حالياً بإيجاز , وسنأتي الى التفصيل مستقبلاً إذا دعت الحاجه .

1- سلطة بيدها الحل والربط وهي على أرض سوريا

سلطة تمسك بمقاليد الأمورفي سوريا — ومن داخلها وعلى أرضها — جميعها سياسيه وعسكرية وأمنية وإقتصادية وتسن من أجل ذلك القوانين والدساتير التي تفسح لها المجال وتحقق لها ما تخطط له,وتضيق الخناق على اي منافس وبالقانون  .
سلطة استظلت بحزب البعث واتخذته قائداً وموجهاً وحيداً للدولة والمجتمع , إستطاعت ومن خلاله , أن تغازل غيرها من المنافسين – طائفياً ومذهبياً وسياسياً – في سوريا , وفي سياستها الظاهره للعيان يظهر أنها دمجت بين كافة مكونات المجتمع السوري طائفياً ومذهبياً , فحزب البعث قد احتوى المسيحي والمسلم واللاديني , وقد احتوى السني والشيعي والعلوي والدرزي ,وسياسياً , بما يسمى بأحزاب الجبهة الوطنية التقدميه , التي سمح لها أن تمارس نشاطها السياسي , كالحزب الناصري والشيوعي وغيرهما من أحزاب الجبهة .

2- جماعة الإخوان المسلمين – ليس لها من مقاليد الأمور في سوريا إلا ما تثق به هي أوتعتقد أو تظن – خلال هذه الأزمه – قرابة ثلاثة عقود .

قادتها  خارج أوطانهم , هم , هم , ثابتون في قيادة سفينة جماعتهم ,  يتبادلون الأدوار والمواقع  , منذ خروجهم من سوريا , من أوائل الثمانينات الى الآن , وذلك تأكيداً لمبدأ الثبات الذي يؤمنون به ويعملون على ترسيخه وتثبيته — إلا من أختاره الله منهم الى الرفيق الأعلى وخصه برحمته , يمارسون أدوارهم كوزراء دوله – بدون حقائب – على أتباعهم في بلاد الإغتراب  – إخوان وغير إخوان – من الرعيل الأول والثاني والثالث ,الذين  تجاوز تعدادهم عشرات الآلاف من المغتربين القسريين  , موزعين على أصقاع المعمورة بعربها وعجمها .

قيادة أخوانيه مخضرمة , برموزها الثابتة لعقود , بكانتوناتها المعهوده , تثق بل تعتقد بأن لها حضورها على الواقع الإجتماعي والسياسي السوري , ولها مؤيديها من شمال الوطن الى جنوبه , فلربما تعتبر نفسها  الممثل الأساسي إن لم يكن الممثل الوحيد للشريحة الأكبر في المجتمع السوري — من منظار التكوين الديمغرافي للمجتمع السوري على أساس طائفي ومذهبي .

أما قاعدتها فهي قسمان :

1- قاعدتها في عالم  الشتات – ونقصد أتباعها المغتربين القسريين , إخوان كانوا او غير إخوان , فالغربة قد أضنتهم , وتعقيدات الحياة ومستجداتها قد زادت وطأتها على كواهلهم , فهناك الجيل الثاني والثالث منهم , ولكل متطلباته من امور حياتيه ودراسيه واجتماعيه ووووو , يتضرعون الى الله ان يعجل بفرج قريب .

2- قاعدتها وأنصارها في داخل الوطن , تضاربت الأقوال بشأنها , هناك من يقول إن قاعدتها عريضة , وهناك من يقول العكس , اي أنها فقدت ما كان لديها من أنصار في الماضي ,ويعللون ذلك بأسباب شتى , منها الوهن الذي حل بها وآلت اليه وظلت متمترسة في ظلامه , الى الائتلاف والتحابف مع قوى  سورية معارضة , كالسيد خدام  ومن حوله , الى مور اخرى .

إن الغرض من إجراء هذه المقارنه الموجزه بين السلطة السورية وجماعة الإخوان المسلمين , ولفترة زمنية بينهما امتدت لقرابة ثلاثة عقود , هو تذكير المواطن السوري كبيراً كان أم صغيراً مؤيداً أو معارضاً لأي منهما , أن هناك جرح وطني لم يندمل بعد , وطال على نزيفه الزمن , وبات يؤرق الغيورين على الوطن , لنصل الى التساؤل التالي ,
من يتحمل القدر الأكبر من المسؤولية — في إستمرارية إستعصاء هذه الأزمة — السلطة السوريه أم الإخوان المسلمين ؟
مع أن الحال بينهما يتسم بالهدوء المطلق ولفترة تزيد عن خمس وعشرين عاماً , لم يحصل ما يعكر صفو الأمن في سوريا , وله علاقة بالإخوان المسلمين من قريب او بعيد  , بالإضافة الى ما أقدمت عليه جماعة الإخوان المسلمين , من إنسحابها من جبهة الخلاص الوطني , وتعليق لإنشطتها المعارضه للسلطة  , حيث اعتبر بعض  المراقبين ذلك إشارات إيجابية , و بمثابة رسائل تصالحيه أحببت الجماعة أن ترسلها للسلطة في سوريا .

من أجل ذلك , نناشد كل مواطن سوري , أياً كان ومن أي حزب كان ,ومن أي ملة أو دين أو مذهب , أن يدلو بدلوه بالتصويت على هذا التساؤل , وذلك بالتصويت المباشر على موقعنا , أو بمشاركة يسهب فيها بالإجابة على هذا التساؤل , ويرسلها لنا , مع تأكيدنا للجميع بأن أي تعليق أو مشاركة , سوف ننشرها كاملة  في موقعنا في زاوية – وجهة نظر – بأسم مرسلها إن رغب ذلك , مع مراعاة المبدأ الذي إرتضيناه سبيلاً لنا في تيار الوسط وهو التقيد بآداب الحوار واحترام الآخر .

هدفنا من ذلك أن نصل مع مواطننا الكريم الى الحقيقة التي غابت ولعقود عن أعيننا جميعاً في داخل سوريا وخارجها, ومن ثم نضع كل من السلطة وقيادة الإخوان المسلمين أمام مسؤولياتهما تجاه الوطن , ويرى كل منهما , هل كان مقصراً أم لا ؟ هل كان دوره إيجابي أم سلبي بالتعاطي مع هذه القضية ,خلال تلك العقود من الزمن ؟
آملين من هذا الأستبيان , أن يوقظ الضمائر في كل منهما , ويترك كل منهما الأنا وحب الذات , ليمارس مسؤليته بحق تجاه وطنه وشعبه وقضيته , ليسارعا معاً  وبالتعاون مع التيارات السياسية السورية الأخرى  , في العمل لإيجاد برنامج وطني تصالحي , برنامج واعد , يصحح أخطاء الماضي ويؤسس لمستقبل مشرق أساسه التسامح والعدل والمساواة في المواطنة  ويرسي قواعد التعددية السياسيه تحت مظلة الديمقراطية , وتبيض سجون الرأي فيه  وينصف اي مظلوم وتفتح الأبواب مشرعة , أمام كل مغترب قسري , وذلك بإلغاء القانون 49 ورفع الاحاكم العرفية  ويشعر حينها أن له وطن وهويه .

والله الموفق

عن حزب الوسط السوري

شاهد أيضاً

لك الله سوريا ، أيتها الأم الحنون !!!

لك الله سوريا ، ايتها الام الحنون !!! ينفذ على أرضك ومن خلال أجواءك ، …

تعليق واحد

  1. السلطة السورية بيدها مقاليد الامور والقوة والنظام واخراج والغاء الدساتير
    والاخوان مجموعة مشردة لا حول لها ولا طول ولاقوة
    وفي كل الدنيا الدولة تتصالح مع المعارضات وتخرج عفو عام يشمل كل المرحلة السابقة ويعود الانسان الى بلده مسموحا له بالعمل السياسي الحر والنزيه
    الا في سوريا الاسد؟!!!!!!!!!!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com