أين أنتم يا عقلاء السلطة السورية ؟

على اثر ماحدث في تونس , وبعد يومين فقط من حادثة البوعزيزي , كتبنا مقالا بعنوان , دروس وعبر ومن تونس خذ الخبر, وضعنا المقال على صفحات موقع حزبنا , حزب الوسط السوري , خاطبنا في المقال القادة العرب ,رؤساء وملوك وأمراء ,أوضحنا فيه خطورة ماهو آتٍ على الأمة , وضرورة تعاملهم بما هو آت بروية وفهم وتمعن , والمباشرة بإجراء اصلاحات سياسية جذرية , بها – فقط – يتم تلافي إعصار الحرية , إعصار العزة والكرامة للشعوب العربية .

وبعد اللقاء الصحفي الذي أجراه السيد الرئيس بشار الاسد , مع صحيفة امريكية , والذي أوضح فيه ان سوريا بمنأى عما جرى في تونس وما يجري في مصر , كتبنا مقالا بعنوان صرخة ألم وحسرة الى السيد الرئيس بشار الاسد , أوضحنا فيه ان سوريا هي قلب العروبة النابض , وانه هو ذاته قائد الحزب القومي الذي يتحكم بكل صغيرة وكبيرة في سوريا , والذي يتفاخر بشعاره , أمة عربية واحدة , ذات رسالة خالدة , أكدنا فيه لسيادته ان إعصار الحرية , لامحالة سيعصف بسوريا الحبيبة , وهانحن تعصف بنا عواصفه .

وفي مقال بعنوان , ناصحين نحن , للسلطة السورية ومحذرين , اكدنا فيه ضرورة الاسراع بإجراء إصلاح سياسي جذري , به فقط يمكن تفادي الإعصار , وان الاصلاحات الاقتصاديه المفترضه والتي تم رشها على حيز من الشعب ,لا تفي بالغرض , فشعب سوريا تعود على الجوع لعقود, لكنه لم ولن يركن الى الذل والخنوع , فما يحتاجه شعب سوريا الأبي ,بالدرجة الاولى , الحرية و العزة والكرامه .

من جديد , وبعد ماجرى من أعمال يندى لها الجبين ,وتفطر منها القلب , وتهشمت منها الجوارح , على ايدي اجهزة الأمن القمعيه , من قتل لابنائنا في درعا الباسله الحبيبه ,وإعتقال لالاف من طيور المحبة والسلام , طيور الحرية , فإننا نتوجه الى العقلاء في السلطة السورية , لنقول لهم , أين أنتم ؟ أرونا فعلكم ؟ أرونا إخلاصكم للوطن ! أرونا حبكم لمواطنيكم , الذين هم اساس تواجدكم وأساس مجدكم وسعادتكم ورفاهيتكم لعقود  !



لقد أدهشنا الذي سمعناه , من بعض المواطنين السوريين على محطة البي بي سي العربية , ومحطة العربية , وغيرهما ,وهم ينافحون عن جرائم أجهزة الأمن , من قتل لمواطنين عزل , وبنفس الوقت , يؤكدون المرة تلو المرة , على أن الشعب السوري يحب رئيسه بشار الأسد , حمدنا الله على ذلك , وتساءلنا حينها فأين حب الرئيس لشعبه الذي يحبه ؟

هل حب الرئيس لشعبه , أن يأذن لعناصر أمنه باعتقال أطفال وتعذيبهم بوحشية ؟

هل حب الرئيس لشعبه , أن يأذن لعناصر أمنه البربرية , بقتل أبناء شعبه المسالمين الذين يترنمون بألحان الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ؟

هل حب الرئيس لشعبه , أن يأذن او يأمر باعتقال , الالاف من طيور الحرية , طيور السلام , ولا يعرف لهم اثر ؟

إننا ومن جديد , وتفاديا للامر الخطر , والخروج من هذا المأزق العسير , نُطالب السيد الرئيس وبشدة وبقوة  وقبل فوات الأوان , نطالب كل عاقل في السلطة السورية , ان يتدخل كل منهم للإمساك بزمام الأمور ,وبكل تعقل .



نطالب كل عاقل في السلطة , أن يبرهن  عن حبه لوطنه , وحبه لأبناء شعبه , بكل جرأة ,ولا يعلل تقصيره بوجود حرس قديم , يُعيق فعله, وفعل الرئيس , إن الأمر لايحتمل ,وعلى الجميع أن يدرك اننا في القرن الواحد والعشرين , وأن شعب سوريا ليس أقل إصراراً وشجاعة وعزة وكرامة ,من إخوانه في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين.

إن الظرف جد حرج وخطير, إنه ظرف مظلم قاتم , نذرهُ مخيفة وماحقة ,وهل هناك نذر اخطر من قتل السلطة لأبناء شعبها المسالمين , ,الامر بات فيه لونين فقط ابيض واسود , ولا وجود للون آخر في المعمعة , إن سوريا تلتهب , وبيد العقلاء في السلطة السورية إخماد نارها , ولكن ليس بالحديد والنار , فالحديد والنار لايمكن لهما ان يفُلا  قوة الإعصار ,وإعصار الحرية , لامحالة , محقق له الإنتصار , بإذن الله القوي الجبار , وماحصل في تونس ومصر كافٍ للإعتبار , .

فلا بديل والحال كما ذكرنا , من عمل إصلاحي جذري , يسبقه إخلاء سبيل المعتقليين السياسيين , جميعهم السابقين واللاحقين , وتطيب خاطرأهالينا المنكوبين , الذين فقدوا فلذة أكبادهم  أهالي الشهداء وتعزيتهم والإعتذار لهم وإرضائهم , ومحاسبة افراد الأجهزة الأمنية ,الذين أرتكبوا  تلك الجرائم بحق أبناء شعبهم .

إن معالجة الحدث ,على النحو الذي تم في الثمانينات , بسياسة قمعية أمنية , وبطريقة إعلامية بهلوانية مضللة , بعيدة كل البعد عن الحقيقة , إنها معالجة خاطئة , فقد تغير الظرفان الزمان والمكان , اننا في القرن الواحد والعشرين , وان الشعب منتفض كله وبكل اطيافه ومذاهبه , فإعصار الحرية , إعصار العزة والكرامة , عصف بالجميع دون تمييز , مسلمين ومسيحيين , عرب واكراد وآشوريين , سنة وشيعة وعلويين , الجميع اخوة مواطنين , الى الحرية والعزة والكرامة والمساواة والعدالة والتعددية السياسية والديمقراطية , كلهم متطلعين ,وكل قواهم من أجلها مسخرين , فالحال هكذا , لايمكن مقارنته بوضع ماجرى في القرن الماضي بالثمانين .

فعلى القادة العقلاء في السلطة السورية ان يكونوا متعظين ومعتبرين ولوطنهم ومواطنيهم مخلصين , ولحماية وراحة مواطنيهم عاملين

والله الموفق

مؤسس حزب الوسط

محمود علي الخلف

هاتف :00447525349422

Info@alwasatmovement.com

 

عن حزب الوسط السوري

شاهد أيضاً

بيان خاص , بالأخوة والأخوات , منتسبي وأعضاء حزب الوسط السوري

الإخوة منتسبي حزب الوسط السوري ، السلام عليكم ، ومبارك النصر . @- يتوجب على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *