لأسابيع مضت , وسوريا تعايش إعصار البوعزيزي , إعصار الحرية , فحدث ماحدث في درعا وبانياس وحمص ودير الزور ودوما واللاذقيه وفي كل ارجاء الوطن, فسقط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى واعتقل المئات من المواطنين .
حال كهذا , بدت فيه السلطة السورية , سالكة لسياسة اعتادت عليها لعقود , ولم تتمكن من تخطيها , اﻻ وهي السياسة اﻻمنيه , , فجابهت اعصار الحرية برصاص حي , تم تو جيهه الى صدور اﻻحرار المواطنين.
وبعد وعود للاصلاح , تعقيبا على اﻻحداث ومعالجة لها , يصدر عن السلطة السورية , خبراً , ان قانون الطوارئ سيتم إلغائه في بداية ايار 2011.
وخبر آخر يصدر عن وزير التربية والتعليم السوري , يفيد بإعادة المنقبات الى سلك التربية والتعليم .
كما صدر عن السيد الرئيس مراسيم تشريعيه , بما يخص اخواننا اﻻكراد تجنيسا , واقالة لمحافظ حمص .
نحن في حزب الوسط , نخاطب السلطة السورية , نخاطب رأس هرمها السيد الرئيس بشار اﻻسد , قائلين , ان سياسة الترقيع في اﻻصلاح , غير مجدية اﻻن , حيث انها جاءت في الوقت غير المناسب ,جاءت بعد ان أريقت الدماء من المواطنين المسالمين ,مع انها خطوة في اﻻتجاه الصحيح , نعم ربما كانت مجدية لو انها طبقت, قبل هبوب رياح إعصار الحرية, ومجدية لولم يوجه الرصاص الحي الى صدور المواطنين العزل .
كما إنها غير مجدية , ﻻنها لم تكن شاملة ومحققة لمطالب الشعب , كل الشعب , وليس لفئة من الشعب بعينها ,إن كانت تلك الفئة قومية او سياسية , او وظيفية .
ان المطلوب اﻻن, هو الإعتراف بالواقع واحداثياته , الإعتراف بأن العصر هو عصر الجماهير , عصر حريتها وعصر نهضتها , عصر عزتها ومجدها .
المطلوب اعطاء تعليمات صارمة , لوسائل اﻻعلام الرسميه وغير الرسميه , ان تكن وطنية بحق , ووطنيتها تتجلى في شفافيتها , ومصداقيتها في التعامل مع الحدث الوطني, وعليها ان تبتعد عن عزفها لموشح المؤامرة , فتجعل من مواطنيها اﻻحرار , انهم عملا مأجورين موتورين , وللنعرات الطائفية مثيرين , مع ان شعاراتهم وهتافاتهم , حرية حرية وحدة وطنية , حرية حرية ﻻ للطائفية ,
المطلوب , هو عملٌ اصلاحي سياسي جذري شامل يلبي مطالب الشعب كل الشعب , ومطالب الشعب باتت واضحة من خلال الهتافات التي هتف بها أبناءه في تظاهراتهم السلمية.
المطلوب ,عملٌ إصلاحي سياسي دستوري شامل , يحقق فتح صفحة جديدة من تاريخ سوريا, ويطوي صفحة الماضي بما فيها من إيجابيات وسلبيات .
المطلوب, تشكيل حكومة وحدة وطنية إتلافية , تمهد للعصر الجديد المنظور اليه من قبل ابناء الشعب ,حكومة تمهد لتفرة انتقالية , يتم فيها الترتيب لتشكيل اﻻحزاب السياسية ,ودراسة الدستور وتعديله , واﻻعداد بعد ذلك لإنتخابات برلمانية ورئاسية ونقابابية
المطلوب , دولة مواطنة , دولة دستورية , دولة فيها القانون فوق الجميع , دولة فيها مجلس تشريعي منتخب من كافة أطياف الشعب السوري , بصورة حرة نقية شفافة .
المطلوب , تبييض معتقلات الرأي واﻻفراج الفوري عن كل السجناء السياسيين بلا استثناء .
.
كل ذلك من أعمال إصلاحية, يجب ان تحصل دفعة واحدة, وعلى جناح السرعة, ليتم التأكيد للمواطن السوري , ان السلطة استجابت لمطالبه.
ان المواطن السوري ينشد حريته , ينشد كرامته وعزته , ينشد مشاركته في كل امور الوطن في الداخل والخارج
والله الموفق
مؤسس حزب الوسط
محمود علي الخلف